صرت أجول بتفكيري فوق السحب الرنانة وأقطع البحور اللامعة و أنتعش
بالمياه الزرقاء الصافية، أسافر في قطار أحمر وفي كل محطة يمتص دم العشاق الطازج، وأخيرا وصلت إلى
ضالتي لم أكد أصدق عيني، شاطئ يمتد على طول لمح البصر باشرت في المشي لا أدري إلى أين أسير
بخطوات بطيئة وقلبي يكاد ينفجر وكان شيئا يضغط عليه ويحاول اختراقه وبالقوة، لا اعرف ما يجري فجسدي
يهرول ويهرول دون توقف يتبع خيطا نصفه أحمر والنصف الآخر أسود عقلي يرفض هذه العلاقة ويأمرني
بالتوقف على غرار قلبي الذي ينبض ومع كل نبضة أموت آلاف المرات والذي يرفض التوقف، أنا حائرة لمن
سأنحني قلبي الولهان أم عقلي التعبان؟...، تابعت السير و أنا في الطريق تخيلت نفسي وأنا في المكان
المعلوم – مكان اللقاء – أقف فوق رمال ذهبية تنعم بالطيبة والحنين أمام بحر يزخر بالحب والرومانسية
وفوقي قمر ويا له من قمر يشع بالنور الفضي الخالص، وبجانبي حبيب يشعرني وفي كل لحظة بالشوق
والوله والجنون، لقد أسر قلبي وروحي ووجداني واخذ عصارة ذكرياتي وعلقها في مكان بين الأرض والسماء،
جلسنا برفقة كؤوس الشمبانيا وشفاهنا تتحدث وتتحدث دون انقطاع على الرغم من أننا لا نفقه أي شيء
مما نقوله...نظراتنا تبحر في جو رائع لم أعشه من قبل، أجل لقد شارفت على الوصول وأخيرا سأجلس هناك
حقيقة وليس وهما وبعد لحظة وقفت مصدومة لقد شل جسدي و انجرح فؤادي وانكوى قلبي بنار اللهفة
والخيبة ، لقد وصلت لكنني لم أجد الرمال ولا البحر ولا القمر وإنما وجدت حائطا يمتد على طول البصر.........