السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
==
فلما وصلت بلقيس أستقبلها سيدنا سليمان عليه السلام وأتى بها إلى القصر ، وعندما دنت من الباب كشفت عن ساقيها ورفعت أطراف ثوبها الطويل وهي تظن الزجاج البلوري في أرض القصر ماء رقراقاً ، فأخبرها سليمان عليه السلام بأن الذي تراه إنما هو زجاج وليس ماء .
ولما رأت العرش يتصدر قاعة القصر الكبرى وقفت جامدةً في مكانها متعجبة .....
فقال لها سليمان عليه السلام :
أهكذا عرشك؟
فقالت :
كأنه هو !!!
فأخبرها سليمان عليه السلام بأن العرش عرشها وأن الذي أحضره أحد جنوده من الجن في أقل من طرفة عين .
فقالت بلقيس :
( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )
وهكذا كان غياب الهدهد ثم حضوره خيراً وبركة علي سليمان عليه السلام وبلقيس وأهل سبأ ..
===
جنود سليمان عليه السلام ...
اعزائي :-
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون )
لقد سخر الله تعالى لسيدنا سليمان عليه السلام كثيرا من مخلوقاته كما علمه منطق الطير ...
فكان كل ذلك ابتلاء من الباري سبحانه لنبيه سليمان عليه السلام ..
كيف يستخدم تلك القوى الهائلة ؟ وكيف يذهب بها ؟ وأين يضعها ؟ وإلى أية غاية يسعى ؟
وهذا درس من الله تعالى لكل إنسان ، ولكل بشر...
فلا يكفر بنعمة الله ولا يستخدمها في غير طاعته وعبادته ، ولا يوجهها إلا إلى الخير ، خير الفرد وخير المجتمع ...
ولا يكون فرداً تستهويه نزغة الشيطان ووسوسته ...، ولا تستخفه .. فيقع في المحظور ، فيصدق فيه عندئذ قول الله تعالى ...
" كلا إن الانسان ليطغى أن رءاه استغنى "
وليكون على بينة أبداً من الحقيقة القائمة الماثلة في قوله :
"إن إلى ربك الرجعى "
نستخلص من حوار سيدنا سليمان عليه السلام مع الهدهد ثم استخدام الجن في إحضار عرش بلقيس ملكة سبأ يرى بوضوح أنه عليه السلام كان لا يستخدم أية قوة سخرت له من عند الله إلا في سبيل الخير ..
لم تكن لديه رغبة في العرش ذاته .... ولا في بلقيس نفسها ...
ولا في بلادها ...
بل كان جل همه صرفها وقومها عن عبادة غير الله تعالى .. والاهتداء الى الحق ...
كان همه الأوحد إسلامها وإسلامهم ... فقط ...
وبهذا يكون الخلاص الحق ..
وبه يضمن الناس جميعا وفي مختلف العصور والدهور سعادة الدنيا ورضوان الآخرة ..
===
ومع لقاء جديد وقصه جديده من قصص القرآن إن شاء الله ...
تحياتي
اخوكم
غاوى حب