خرجت لأشتم نسمة هوى ولأريح حلقي من صخب الحياة هكذا قالت له،
لكنه يعرف أن هذه مجرد ادعاءات واهية لتمويهه، ذات يوم قالت للرياح:
" خديني معك حيثما تذهبين وحيثما تحطين رحالك" ، لكن الرياح رفضت
لأنها تعرف في صميم مركزها أنها خطرة عليها ويمكن في أي لحظة أن تكشف سرها.
لكن ورغم كل ذلك الرياح معجبة بها أشد الإعجاب لأنها فتاة نادرة وغريبة
ليست كالجميع لكنها ترفض دائما طلبها لأنها تعرف أنها متقلبة وعصبية أكثر من اللازم،
ذات يوم من الأيام جلست فوق قمة جبل من الجبال الضخمة العالية
وخاطبت الرياح قائلة : " من فضلك خذيني معك أتوسل اليك لن أعارضك يوما من فضلك "
لكن الرياح رفضت طلبها ، وبينما هي نائمة استفاقت في منتصف الليل تصرخ :
" أجل هذا هو لقد عرفت الحل.
وفي الغد جلست فوق نفس القمة وقالت: " باسم كل من أحب وباسم الحياة الصاخبة
التي لا أحب أسلم لك نفسي طاعية غير معارضة، وبين لحظة وأخرى
أطلقت العنان لجسدها وسقطت من القمة، ياللأسف الآن ستعرف مآل كل شخص
مولع بالكتابة والحرية الفائقة و كل كاتب وشاعر مجنون باكتشاف ما هو غامض
ومستحيل ويفوق قدرة العقل البشري ألا وهو : الهاوية.
آه.آه..وذهبت مع الرياح...